حمض الهيالورونيك هو أحد المكونات الشهيرة، التي برز الاهتمام بها وبتأثيرها التجميلي في الآونة الأخيرة بشكل كبير، فصرنا نشاهد الكثير من المستحضرات والمنتجات التي تعتمد عليه كمكون أساسي في تركيبتها، لذلك نحاول اليوم أن نلقي بالضوء عليه وعلى الخصائص والمزايا التي يتمتع بها،
والفائدة من وراء استخدامه، والكثير من التفاصيل التي ستجعلك قادرة على اختيار المستحضر المناسب لك في روتين عنايتك اليومي.
ماهو حمض الهيالورونيك؟
تم اكتشاف هذا الحمض لأول مرة عام 1934م على يد العالم الكيميائي كارل موير في أحد المختبرات بجامعة كولومبيا.
ومن الناحية الكيميائية يعتبر حمض الهيالورونيك مجموعة من جزيئات السكريات البسيطة، أما من الناحية الفسيولوجية فهو أحد المكونات الموجودة بشكل طبيعي في الجلد والأنسجة الضامة، وتختلف درجة تركيزه في كل جزء من أجزاء الجسم، إلا أن مهمته الأساسية تمكن في تحفيز الكولاجين والمحافظة على مرونة المفاصل والأنسجة.
ومع مرور الوقت يميل التركيز الطبيعي لهذا الحمض بالانخفاض، وتبدأ تتصاعد حدة الآثار الناتج عن هذا الأمر بشكل تدريجي.
ولا تقتصر العوامل المسببة لنقص حمض الهيالورونيك على العمر وحسب، بل تشمل التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية دون حماية كافية، والتعرض كذلك للملوثات البيئية المختلفة، فكل هذه الأمور قد تفاقم الوضع وتتسبب بالنقص الحاد لهذا للحمض المهم، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على جمال البشرة وصحة الجسم.
بشرتك وحمض الهيالورونيك
يتكون الجلد من طبقات مختلفة البنية والوظيفة، لكن يمكننا أن نقول إن الوظيفة الرئيسية لهذه الطبقات هي حمايتنا من العوامل الخارجية، والمحافظة على التوازن الحراري للجسم من خلال الغدد العرقية الموجودة تحت سطحها. وهي ثلاث طبقات:
- البشرة: وتتألف بدورها من عدة طبقات تتميز كل واحدة منها بعدد الخلايا الكيراتينية، التي يتم إنتاجها في الطبقة القاعدية للبشرة، ثم تهاجر إلى الطبقات الأخرى وتتفرق إلى إن تصل لمرحلة النضج والموت وهي التقشير الجلدي الطبيعي.
ويصعب تغلب المكونات النشطة في مستحضرات التجميل على هذه الطبقة من الجلد، لأن الخلايا المكونة لها ترتبط ببعضها بشكل وثيق، وتفتقر إلى الشعيرات الدموية، ولكن مع هذا فإن الجزئيات الصغيرة من حمض الهيالورونيك يمكنها أن تعبر هذا الطبقة بسهولة وتؤدي عملها بشكل أفضل مقارنة ببقية المكونات.
- الأدمة: هي طبقة النسيج الضام تقع تحت طبقة البشرة، ونجد فيها النهايات العصبية والشعيرات الدموية والغدد الدهنية. وحمض الهيالورونيك الموجود فيها يتم تصنيعه بواسطة الخلايا الليفية، وهي الخلايا الرئيسية لهذه الطبقة.
- طبقة تحت الجلد: وهي الطبقة التي تعمل كحلقة وصل بين الجلد وبقية أجزاء الجسم، والمكون الأساسي لها هي الأنسجة الدهنية.
خصائص حمض الهيالورونيك
بالنظر لقدرته على دمج الرطوبة والاحتفاظ بها، يمكن أن نوجز خصائصه على النحو التالي:
-
خصائص الترطيب
يستطيع حمض الهيالورونيك امتصاص الماء والمحافظة على ترطيب البشرة، وهذا ما يكسب الجلد النعومة والمرونة والثبات بعد استخدامه، ويعطيه القدرة العالية على مقاومة فقدان الماء عن طريق التبخر أو أي عوامل أخرى.
-
خصائص مضادة للشيخوخة
تنتج البشرة هذا الحمض بشكل طبيعي، إلا أن التقدم في العمر يؤدي إلى تباطؤ إنتاجه، فتتأثر قدرتها على الاحتفاظ بالترطيب وتبدأ عملية الجفاف التي لا هوادة فيها، وتجلب معها علامات التقدم في السن التي تشمل فقدان المرونة وتشكّل التجاعيد العميقة.
ويمنح الاستخدام المنتظم للهيالورونيك أسيد للبشرة تأثيرًا مضادًا للشيخوخة، يبطئ من هذه العملية ويحافظ على شباب البشرة لفترة أطول، ولا يقتصر تأثيره على ذلك فقط، بل إنه يعمل على تحفيز الخلايا الليفية لإنتاج الكولاجين الطبيعي والذي يآزر بروتين الإيلاستين في دعم البشرة لاستعادة لونها الطبيعي المشرق.
-
خصائص علاجية
يعزز حمض الهيالورونيك تجديد الأنسجة وإصلاحها، كما أنه مكون ضروري لصحة الغضاريف خاصة عندما لا يعود الجسم قادرًا على إنتاج ما يكفي من السائل الزليلي، بسبب تقدم السن أو التعرض لبعض الإصابات في المفاصل.
كما أن هذا المكون يلعب دورًأ مهمًا في جراحات العيون والأذن، وقد أظهرت الدراسات الحديثة قدرته العالية على تحفيز تكوين الأوعية الدموية، ومنع التطور المحتمل للخلايا السرطانية.
استخداماته التجميلية
في الوقت الحاضر يتم استخدام حمض الهيالورونيك بشكل أساسي لمكافحة الشيخوخة، وذلك من خلال المنتجات والعلاجات التي تحتوي عليه، مثل:
-
الحقن الطبية
وهو إجراء يتم في العيادات التجميلية المتخصصة، حيث يتم حقن حمض الهيالورونيك للوجه والبشرة لملء التجاعيد العميقة والمتوسطة. وتظهر نتائج هذه العملية بوضوح على الفور لكنها للأسف لا تدوم لمدة طويلة حيث تتراوح تأثيراتها بين 2-4 أشهر، وبالرغم من كونها خالية من الآثار الجانبية، إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل العواقب التي قد تحدث عند استخدامها بشكل غير صحيح.
-
المكملات الغذائية
هناك العديد من المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الحمض مع الكولاجين أو الفيتامينات والمعادن، وهي مصممة للمساعدة في الحفاظ على صحة العظام والمفاصل، وتحسين مظهر البشرة.
-
مستحضرات التجميل
في حال كنت لا ترغبين باللجوء إلى الحقن والإجراءات التجميلية فيمكنك الاعتماد على هذه المستحضرات، والتي تشمل الكريمات والأمصال المغذية والمرممة والأقنعة فائقة الترطيب، فهذه التركيبات المختلفة تحتوي على هذا المكون الفعال وفق أوزان جزيئية متنوعة، يعمل كل واحد منها على مستوى محدد من البشرة، بالطريقة التالية:
- الوزن الجزيئي المرتفع: يصعب على هذا الوزن اختراق طبقات البشرة، لكنه يساهم في تكوين طبقة غير مرئية تقوم بحمايتها وتمنع تبخر الماء وتعرضها للجفاف.
- الوزن الجزيئي المتوسط: يتمتع بالقدرة الكافية على اختراق الجلد وتزويد البشرة بالمياه اللازمة للحفاظ على تماسكها ونضارتها.
- الوزن الجزيئي المنخفض: يمكنه الوصول إلى الطبقات تحت الجلد، ويساهم في تحفيز بروتين الكولاجين الذي يمنح المقاومة للأنسجة، وبالتالي فهو يضمن ملء التجاعيد وانخفاض عمقها، ويعمل على شد الجلد وتقليل الترهل، ليبدو مظهره أكثر تناسقًا ونعومة.
كيف تضيفين حمض الهيالورونيك لروتين الجمال الخاص بك؟
غالبًا ما يُعتقد أن حمض الهيالورونيك مخصص فقط للبشرة المتقدمة في السن، لكنه في الواقع مناسب لجميع أنواع البشرة، ويمكن استعمال المنتجات التي تحتوي عليه حتى للبشرة الأصغر سنًا، أو على البشرة الحساسة. ولتحصلي على الفائدة المرجوة من استخدامه يجب عليك أن تتبعي بعض النصائح والعادات البسيطة والفعالة لتكون بشرتك دائمًا في قمة تألقها.
-
كريمات الترطيب
دائمًا ما يوصف حمض الهيالورونيك بأنه أشبه بالاسنفجة التي تقوم بامتصاص الماء وتحافظ على بقائه داخل الجلد لأطول فترة ممكنة، مما يجعل مظهرك يبدو أصغر سنًا وأكثر نضارة وإشراقًا. لذلك من المهم أن تضيفي كريم ترطيب غني بهذا المكون الرائع إلى منتجات العناية اليومية الخاصة بك، ومن أفضل الخيارات التي نقترحها لك:
كريم يوسيرين فيلر للنهار
يعمل هذا المستحضر على معالجة علامات التقدم في السن، من خلال ملء التجاعيد والخطوط الرفيعة في البشرة، وهو يتكون من مزيج ثنائي مبتكر يدمج بين الوزن الجزيئي المرتفع والمنخفض يقوم باستهداف التجاعيد العميقة والرفيعة في ذات الوقت،
بحيث يعمل الوزن الجزيئي المرتفع على منح البشرة الترطيب العميق من الخارج، بينما يتغلغل الوزن الجزيئي المنخفض إلى طبقات أعمق ويساهم في ملء التجاعيد وتجديد البشرة. ومع الاستخدام المنتظم ليوسيرين كريم مضاد للشيخوخة ستلاحظين اختفاء الخطوط الدقيقة والتجاعيد بنسبة تفوق 80%، كما أنه سيمنح بشرتك نعومة تصل إلى 90%.
-
الأقنعة فائقة الترطيب
تعرف أقنعة الوجه على أنها البديل المثالي للكريم المرطب، خاصة في الوقت الضيق، لأن لها مفعولًا فوريًا مهدئًا خاصة إذا تم حفظها في الثلاجة قبل استعمالها بنصف ساعة، كما أنها لا تحتاج إلى الشطف، وبالتالي يمكن استخدامها وإزالتها بسرعة، وهذا ما يجعل ماسك الوجه الحليف المثالي قبل المكياج أو الأمسيات والسهرات الطويلة.
وتُنقع هذه الماسكات غالبًا إما في سائل مغذي أو في سيروم غني بالمكونات النشطة. ومن أهم أقنعة الترطيب الغنية بحمض الهيالورونيك:
ماسك نيتروجينا للوجه
تعد شركة نيتروجينا من أهم الشركات المتخصصة في منتجات العناية بالبشرة والجسم، وهي من أفضل الشركات التي يوصي أطباء الجلد حول العالم بمستحضراتها. وهذا الماسك الرائع من آخر ابتكاراتها المميزة، ويعادل مفعوله زجاجة كاملة من السيروم المعالج، يساهم في الحفاظ على ترطيب الوجه ويعيد إليه توازنه،
كما أنه يساهم في توحيد لون البشرة بفضل احتوائه على زيت فاصولياء الجبل، ولأنه غني بحمض الهيالورونيك فهو يخترق طبقات البشرة ويحفز إنتاج الكولاجين الطبيعي فيها، ليمنحك النضارة والإشراق خلال 15 دقيقة فقط.
ويستخدم كالتالي:
ضعيه في البراد لمدة نصف ساعة، واغسلي وجهك وجففيه جيدًا، ثم افتحي العبوة وقومي بنزع الورقة البيضاء التي تغطي القناع، وضعي الجزء العلوي منه حتى حدود الأنف، والجزء السفلي على منطقة الفم والذقن، وثبتيه بشكل كامل، ثم اتركيه لمدة 15-30 دقيقة، وبعد ذلك ازيلي القناع ودلكي وجهك ورقبتك بالكمية المتبقية من الجل واستمتعي بالترطيب المكثف والانتعاش الرائع.
-
سيروم الوجه
تحتوي سيرومات الوجه على تركيبات مركزة ومكثفة أكثر من تلك الموجودة في الكريمات أو المستحضرات الأخرى، كما أن بعض السيرومات الغنية بحمض الهيالورونيك تتكون من تركيبة ثنائية، تدمج بين هذا الحمض وبين غيره من المكونات الفعالة بحسب الغرض المستخدم، فمثلًا:
- إذا أردت التخلص من المسامات الواسعة والخطوط الرفيعة في وقت واحد يمكنك أن تستعملي السيروم الغني بحمض الهيالورونيك وفيتامين B3.
- لتعزيز حماية الطبقة الخارجية للبشرة وتجديد الخلايا سيكون من الرائع أن تجربي مستحضرًا يجمع بين حمض الهيالورونيك والسيراميد.
- الثنائية المكونة من حمض الهيالورونيك وفيتامين سي مثالية لمحاربة الهالات السوداء وترهل البشرة، لكن يجب أن لا يتجاوز تركيز فيتامين C %15-5.
ومن أفضل السيرومات الثنائية للبشرة:
سيروم يوسيرين المزدوج
تحتوي هذه العبوة الأحادية على تركيبة مزدوجة من حمض الهيالورونيك والثياميدول، والأخير هو مكون خاص بمنتجات يوسيرين وتم تصميمه للقضاء على البقع الداكنة والتصبغات وتوحيد لون البشرة،
فهو يعمل على إبطاء إنتاج صبغة الميلانين في البشرة، مما يقلل من ظهور التصبغات والبقع ويمنحك بشرة متجانسة ومشرقة، ويمكنك أن تلاحظي نتائجه الرائعة بعد مرور أسبوعين فقط من استخدامك المنتظم له.
-
مرطب الشفاه
تتعرض الشفاه طوال اليوم للعديد من العوامل البيئية المختلفة التي تتسبب لها بالجفاف والتشقق، ونهمل في أوقات العناية بها بالشكل اللائق الذي تحتاجه. وبما أن حمض الهيالورونيك من أجمل المواد المرطبة للبشرة فمن الطبيعي أن يكون ملائمًا جدًا للعناية بالشفاه ومدّها بالترطيب العميق الذي يعيد لها جمالها وتألقها. ومن أهم المنتجات في هذا النطاق:
جلو راديانس بيرفكت ليبس للشفاه
أفضل مرطب شفايف يزيد من حجمها وينعم ملمسها، يحتوي على حمض الهيالورونيك والببتيدات التي تعزز الدورة الدموية وتحسن من مظهر الشفاه من خلال ترطيبها ومنع تشققها، لتبدو أكثر شبابًا وتتمكني من وضع أحمر الشفاه عليها دون أن تقلقي من تشققه.
حمض الهيالورونيك مكون آمن ينتجه الجسم بشكل طبيعي، ولا يترتب على أي مشاكل صحية إلا في حالات نادرة جدًا، قد يظهر بعد استعمال الكريمات والأمصال الخاصة به تهيج خفيف للغاية، ولكنه يميل للشفاء بشكل تلقائي وسريع.
لذلك من المهم أن تطلعي على طريقة الاستخدام الموجودة خلف عبوة المنتجات بدقة. وفي حال كنت بحاجة إلى أي معلومة حول هذا المكون أو حول العناية بالبشرة يمكنك التواصل معنا وسنجيب على جميع أسئلتك بكل سرور.