سبب بكاء الرضيع.. وطريقة التعامل معه

سبب بكاء الرضيع
0

لا شيء يزعج الأم أكثر من نوبات بكاء الطفل التي لا تتمكن من معرفة سببها، وطريقة إيقافها وتهدئته، لكن لا تقلقي في هذا المقال سنعلمك كيف تقومين بفك شفرات بكاء طفلك، والاستجابة لطلباته وفهم أسباب إنزعاجه بشكل أفضل، لتنعمي أنت وطفلك بالراحة والطمأنينة. 

 

بكاء الطفل: لغته الأولى 

يمثل البكاء وسيلة التواصل الأولى لطفلك التي يخبرك من خلالها بما يريد وما يزعجه ويكدر صفوه. وهو كذلك وسيلة يتحرر بها الطفل الرضيع من التوترات المحيط به والعالم الذي يبدو غريبًا بعض الشيء عليه، فلا تخفى عليك القوة المهدئة التي يتمتع بها البكاء، لذلك هو يحقق للطفل ذات الراحة التي نجدها فيه.

 

 

ندرك الصعوبة التي تواجهينها لمعرفة سبب بكاء الرضيع وطريقة التعامل معه في أيامه الأولى، خاصة إذا كان أول مولود ترزقين به، لكن اطمئني فمعظم الأطفال يمرون بفترة تزداد فيها حدة نوبات بكائهم

 

تكون عادة ما بين الأسبوع 3 - 12 من عمرهم، وهذا أمر طبيعي ويعتبر جزءًا من التطور المهم لنموهم، ومع الوقت ستنخفض ذروة نوبات بكاء طفلك لأنك ستصبحين قادرة أكثر على معرفة احتياجاته وتلبيتها. 

 

7 رسائل تخبرك بها دموع طفلك 

تتنوع أسباب بكاء الرضيع، لكن لا تخرج في كثير من الأحيان عن سبعة عناوين عريضة يحاول الطفل أن يخبرك بها بواسطة دموعه وصراخه المستمر. ولكما كانت استجابتك لها سريعة استطعت أن تشعري طفلك بالأمان والثقة. 




  • "أنا جائع"

يعطي الطفل الكثير من التنبيهات حين يشعر بالجوع، مثل أن يبدأ بمص شفتيه ومدّ رقبته للخلف أو وضع يديه في فمه، وفي حال لم تلاحظي هذه التنبيهات، سينتقل للبكاء بشكل تصاعدي.

 

 

ويعتبر هذا السبب من الأكثر شيوعًا، لأن معدة الأطفال بهذا العمر تكون صغيرة جدًا، ولا يستغرق الطفل أكثر من ساعتين لهضم الوجبة السابقة، وفي بعض الأحيان لا يتمكن طفلك من تناول ما يكفي حاجته في الوجبة الواحدة إما بسبب ابتلاع الهواء أو بسبب شعوره بالتوتر،

 

لذلك إذا بدأ طفلك بالبكاء حاولي أن ترضعيه، حتى لو لم يتزامن ذلك مع الوقت المخصص للرضاعة، ولا تشعري بالقلق ففي حال لم يكن هذا هو سبب بكائه فسيدير رأسه ويغلق فمه. ومن الممكن أن يرضع لبضع دقائق دون جوع حقيقي لكنه سيجد الراحة التي يحتاجها. 

 

  • " أشعر بالمغص" 

عندما تلاحظين احمرار وجه طفلك وشدة لقبضة يده وثنيه لساقيه بالتزامن مع بكائه الحاد المفاجئ؛ فهذه إشارات إلى شعوره بالألم بسبب المغص الذي يتكرر حدوثه لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب عدم إكتمال نمو جهازهم الهضمي، بالإضافة إلى تسرب الهواء مع الحليب أثناء الرضاعة.

 

 

حاولي أن تدلكي بطنه وظهره بزيت الزيتون ، أو أن تضعيه على بطنه مع تدليك ظهره بلطف، وفي حال لم تنجح هذه الخطوات واستمر بكاؤه الشديد يجب عليك أن تحصلي على المساندة من الطبيب.

 

لكن المطمئن بهذا الأمر أن جميع الأطفال يواجهون نوبات المغص المتكررة في بداية ولادتهم وتمر بسلام بعد 3 أو أربعة أشهر، لكن من المهم أن تنتبهي لنوع الحليب الذي تستخدميه له ونوع زجاجة الرضاعة وأن تستشيري الطبيب للتعرف على سبب نوبات المغص لدى طفلك. 




  • " حان وقت النوم"

يواجه بعض الأطفال الرضع صعوبة في نوم ويحتاجون إلى التهدئة والمداعبة ليتمكنوا من الاستغراق في النوم حتى مع شعورهم بالنعاس الشديد. فإذا لاحظت أن طفلك يبكي بصوت عال ثم يتوقف ويتثاءب بكثرة، أو يلمس وجهه بعصبية ويركل بقدميه فهذا دليل على أنه غير قادر على التهدئة الذاتية ويحتاج لمساعدتك. 

 

 

حاولي أن تضعيه في بيئة هادئة وأن تغني له مع هزّه ومداعبة شعره، ليتوقف عن البكاء ويتمكن من النوم بعمق وهدوء.

أما سبب بكاء الطفل عند النوم واستيقاظه المتكرر هذا يحدث عندما ينام طفلك لفترات طويلة في النهار مما يؤدي إلى عدم نومه بشكل جيد في الليل.



  • بلل الحفاظات 

لا يمكن أن تتخيلي مقدار الانزعاج الذي تسببه الحفاضات المبللة أو المتسخة لطفلك، فبقاؤها لوقت طويل يؤدي إلى حدوث الالتهابات والطفح الجلدي على بشرة طفلك، إضافة إلى الروائح غير المحببة المنبعثة منها.

 

 

ولا يكون هذا البكاء بصوت عالٍ لكنه يمنع طفلك من الراحة فيظل يئن ويتألم، ويزول هذا الشعور بمجرد تغيير الحفاضات وتنظيف بشرة الطفل.

 

  • التسنين 

تبدأ أسنان طفلك بالظهور من الشهر السادس وحتى يكمل عامه الأول، ويرافق هذه المرحلة عادة الكثير من الآلام في اللثة والشعور بالانزعاج والبكاء المتواصل أحيانًا وارتفاع درجة حرارة الجسم.

 

 

ولتمر هذه المرحلة بسلام لا بد أن توفري لطفلك الرعاية التي يحتاجها، جربي أن تدلكي لثة طفلك بإصبعك - بعد تنظيفه - عندما تلاحظين شعوره بالألم والانزعاج، أو قدمي له حلقات التسنين بعد تبريدها، و ستساعدك على منح طفلك الراحة وإيقاف نوبات بكائه. 

 

  • " أنا وحيد..خذيني بقربك"

بعد أن أمضى هذا الصغير تسعة أشهر في بطنك يستمع لنبضات قلبك في بيئة آمنة ومغلقة قد يشعر بالقلق والخوف والوحدة بعد الانفصال عنك، وعندما يستيقظ ليجد نفسه بمفرده في سريره أو في غرفة غير غرفة والديه.  

 

 

عندما يبكي طفلك في هذه الحالة خذيه بين ذراعيك، ودعيه يشعر بقربك المطمئن له، هزّيه وغني له بعض التهويدات. وربما تكون حاملة أو رافعة الأطفال مفيدة لتبقي طفلك قريبًا منك لفترات طويلة. 

 

  • "لست على ما يرام"

عندما يكون طفلك مريضًا فهو يبكي بنبرة مختلفة عما اعتدت عليه. قد تكون أضعف أو أكثر حدة.

 

لا أحد يعرف طفلك مثلك، فإذا شعرت بأي خطبٍ مختلف في نبرة وصوت بكائه، ولم تجدي معه وسائل التهدئه كلها، يجب عليك أن تتأكدي من درجة حرارته، أو أن تقومي بزيارة الطبيب للإطمئنان أكثر. 



 

طرق تهدئة الطفل الرضيع

عندما تتعرفين على احتياجات طفلك وشخصيته، ستتعلمين الأسلوب الأفضل لتهدئته في كل مرة، فإذا لم تكن الرضاعة أو احتضانك له أساليب كافية يمكنك أن تجربي ما يلي: 

 

  • اعتياد طفلك على دقات قلبك طوال 9 أشهر قد يجعله يميل للهدوء عند سماعه للأصوات المستمرة، جربي ضجيج المكنسة أو مجفف الشعر أو أصواتًا أكثر هدوءًا مثل هدير الأمواج وقطرات المطر.

 

  • كريمات وزيوت التدليك الخالية من العطور تعطي لمسة ناعمة ولطيفة خاصة وتساعد على تهدئة الانزعاج. 

 

 

  • امنحي طفلك حمامًا دافئًا، تساعد المياه الدافئة في الشعور بالهدوء والاسترخاء، لكن تأكدي من حرارة الماء بحيث يكون غير حار وغير بارد، بل في درجة دافئة معتدلة.

 

  • في حال كان طفلك قد تجاوز الأشهر الستة الأولى من عمره، يمكنك أن تقدمي له الأعشاب المسموح بها لهذا العمر مثل اليانسون، والبابونج.

 

  • جربي أن تضعيه في عربته وأن تقومي بنزهة سريعة في الخارج برفقته، قد يساعده الهواء النقي والبيئة المختلفة في الشعور بالهدوء والارتياح.

 

 

  • احملي طفلك على كتفك، وربّتي بلطف بين كتفيه لتساعديه على التجشؤ وخروج الهواء الذي يسبب له انتفاخات البطن والمغص.

 

  • غيّري وضعية الرضاعة، أو قدمي له الرضاعة الطبيعية بدلًا من زجاجة الرضاعة الصناعية ليشعر بالدفء والطمأنينة أكثر، وتكوني رابطًا أقوى بينك وبينه.

 

  • لفّي القماط على طفلك، قد يبدو لك هذا الأمر مزعجًا ويضايقك كثيرًا، لكن شعور طفلك مختلف، فهذه اللفافة تشعر الطفل بأمان يشبه الأمان الذي كان يجده في رحمك.

 

  • تخلصي من مصادر انزعاجه، قد يشتكي طفلك عند أخذ شقيقه لألعابه، أو عند اقتراب فرد محدد لا يرتاح له، تعرفي على هذه الأمور وتخلصي منها.



 

ماذا إن لم تفد هذه الطرق؟

إذا جربت كل الحيل الممكنة ولكن لم يتغير أي شيء ولم يشعر طفلك بالراحة والهدوء، فإليك هذه النصائح: 

 

  • لا تحبطي، حاولي أن تحافظي على هدوئك، واطلبي المساعدة من شريكك أو أي شخص موثوق آخر.

 

  • تواصلي مع طبيب الأطفال، فقد يتمكن الطبيب من اكتشاف الأسباب الأساسية لبكاء الطفل ويعطيك الإرشادات المناسبة للتعامل معها.




ومهما كان الوضع سيئًا ومزعجًا حاولي ألا تفقدي رباطة جأشك وألا تيأسي، فالبكاء بحد ذاته لن يصيب طفلك بأي ضرر، كما أن هناك نوعًا من الأطفال يبكون دون أي سبب واضح، وكلما تقبلت هذا الأمر ستكونين أكثر هدوئًا وراحة

 

فنوبات بكاء طفلك ستقلّ وتهدأ مع مرور الأيام. وللمزيد من المعلومات حول العناية بطفلك الرضيع زوري: نصائح، وارشادات للعناية بالطفل حديث الولادة  والمواضيع السابقة المتعلقة بصحة الطفل في مدونتنا

 

وإذا كنت بحاجة لأي نصيحة حول رعاية طفلك والمنتجات المناسبة له لا تترددي بالتواصل معنا. 

مقالات ذات صلة
حليب الطفل
وجبات الأطفال.. المقدار المناسب لكل وجبة، ولكل عمر

من الشهر الأول وحتى آخر الشهر الخامس من الشهر السادس وحتى الشهر الحادي عشر طفلك في عامه الأول بعمرالسنة ونصف

للمزيد ....