مزيل العرق أم مضاد التعرق؟!

مزيل العرق
0

نسعى جميعًا للاهتمام بالمظهر الخارجي الأنيق، من الاستحمام إلى تفريش الأسنان وتصفيف الشعر، ونبحث باستمرار عن مختلف المنتجات التي تساعدنا في ذلك، من فقاعات الحمام وكريمات الجسم والعطور، وعلى رأس ذلك كله مزيلات العرق، التي تسيطر على انبعاث الروائح الكريهة وتحد منها.

 

لكن ماهي هذه المزيلات؟ وما هو الفرق بينها وبين مضادات التعرق؟ 

نحاول أن نجيب على جميع هذه التساؤلات في هذا المقال المهم 

 

لماذا نتعرق؟

التعرق وظيفة طبيعية من وظائف الجسم، تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم، كما أنها تخلصه وتنقيه من السموم الموجودة فيه.

 

يفرز الإنسان الطبيعي ما بين نصف لتر أو لتر كامل من العرق بشكل يومي، ويختلف هذا المقدر بحسب النشاط والجهد البدني الذي يبذل خلال اليوم، وبحسب درجة الحرارة ونشاط الغدة الدرقية.

 

 

وأكثر المناطق التي يظهر عليها العرق وتتأثر به هي منطقة الإبطين والوجه واليدين والرجلين.


يحتاج الإنسان لاستخدام مزيلات العرق أو مضادات التعرق للتعامل بشكل مناسب مع هذه الإفرازات، وللحد من الرائحة المزعجة التي قد تسببها. 

 

ما الفرق بين مزيل العرق ومضاد التعرق؟

السبب الرئيسي لاستخدامنا لمزيلات العرق أو مضادات التعرق هو خوفنا من ظهور رائحة مزعجة في منطقة الإبطين أو غيرها، مع أن العرق بحد ذاته هو مادة عديمة اللون وعديمة الرائحة، والرائحة الكريهة التي قد تنبعث سببها البكتيريا الموجودة على الجلد، والتي تتكوّن في هذه البقعة الرطبة والدافئة.

 

تعمل مزيلات العرق ومضادات التعرق على التخلص من الآثار الجانبية للعرق، وهنا يكمن الفرق بينهما.

مضاد التعرق يمنع الجلد من التعرق وبالتالي يبقي الجلد والملابس جافة إلى حد كبير، بينما يتعامل مزيل العرق مع البكتيريا المسببة للرائحة ويحاربها ويحدّ من تكوّنها.

 

كيف يعملان؟

منطقة الإبطين ولكونها منطقة مغلقة فإنها تعتبر أكثر حرارة من غيرها وبالتالي فهي معرضة للتعرق والرطوبة، وهذا ما يمثل البيئة المناسبة للبكتيريا والرائحة المزعجة.

 

استخدام مزيل رائحة العرق في هذه المنطقة يسمح للجلد بالتعرق دون قلق من هذه الرائحة، وفي حال كان يحتوي على عطر معين فإنه بالإضافة إلى ذلك يحيط الجسم برائحة محببة ومنعشة.

 

أما مضاد التعرق فهو يحتوي على مادة كلوريد الألمنيوم بشكل أساسي، وتعمل هذه المادة على سد مسامات الجلد ومنعها من التعرق، وبالتالي لا تشعرك بالرطوبة أو ظهور البقع على الملابس.

 

 

اختر المنتج المناسب لك

 

هناك مئات بل آلاف المنتجات التي تختلف من حيث العلامة التجارية والنوع وحتى طريقة الاستخدام، فمن الكريمات والجل إلى الرولات والبخاخات، ومن المنتجات عديمة الرائحة إلى تلك العطرية، وغيرها.

 

يلزمك فقط أن تختار المنتج المناسب لك و لاحتياجك، على سبيل المثال افضل مزيل عرق للرجال الرياضيين أو الأشخاص المصابين بفرط التعرق هو ما يوفر لهم حماية قصوى وتدوم لمدة أطول، أما من يمتلكون بشرة حساسة ومعرضة للتهيج فمزيلات العرق الطبيعية ستكون مناسبة وآمنة لبشرتهم.

 

 

يسبب الحمل عادة ارتفاع لمستوى الهرمونات وزيادة في تدفق الدم، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة معدل التعرق، وعليه فإن افضل مزيلات عرق للنساء الحوامل هو مزيل العرق (ديودرنت) والذي يعد آمنًا للاستخدام في هذه الفترة.

 

ومن المهم جدًا ألا تركز على سهولة الاستخدام بقدر ما تهتم لخصائص المنتج وتفاعلاته مع بشرتك، ومع الوقت ستصبح قادرًا على اختيار المنتج الملائم لك، والذي لا يسبب التهيج أو الاسمرار في هذه المنطقة الحساسة.

 

احترس من هذه الأخطاء

 

هناك بعض المفاهيم الخاطئة في أذهان الناس حول هذا الموضوع، والتي تؤدي إلى استخدام مزيل العرق أو مضاد التعرق بشكل خاطئ قد يحدث تأثيرًا معاكسًا ومشاكل أكبر، إليك أشهر الأخطاء التي لابد أن تحذر منها:

  • استخدام مزيل العرق على بشرة غير نظيفة، لأن ذلك سينتج رائحة غير محببة، من المهم أن تكون المنطقة نظيفة وجافة تمامًا لضمان عدم تفاعل مزيل العرق من رائحة المنطقة، وللتخلص كذلك من تأثير الاستخدام السابق وتفادي حصول البشرة على جرعة زائدة من هذه المواد.

 

  • وضع مزيل العرق بعد إزالة الشعر مباشرة، لأن البشرة في تكون حساسة جدًا في هذا الوقت وربما حدثت لها بعض الجروح الصغيرة، لكن إذا لم يكن بوسعك الانتظار لبضع ساعات فالأفضل أن تستخدم منتجًا بتركيبة لطيفة، خالية من الكحول والبارابين.

 

  • استعمال مزيل العرق للجسم بأكمله، فهذا أمر غير مجد أبدًا، فالغدد المسؤولة عن رائحة العرق موجودة فقط تحت منطقة الإبطين، وعليه فإن رش مزيل العرق على بقية أجزاء الجسم أو على الملابس لا فائدة منه.

 

  • يعتقد البعض بأن مضاد التعرق يسبب سرطانات الجلد أو الثدي، وهذا اعتقاد خاطئ ولم تثبت صحته طبيًا، كل ما هناك أن استخدام مزيل أو مضاد التعرق الذي يحتوي على الألمنيوم قبل إجراء الموجات فوق صوتية للثدي يؤثر على دقة التشخيص.

 

  • ليس من الضروري أن يحتوي مزيل العرق على عطر، فالعطر لا يلعب أي دور في مكافحة الرائحة المزعجة، وفي حال كان يحتوي على عطر فلابد أن يكون خفيف الرائحة حتى لا يتسبب في حساسية الجلد أو تهيجه

 

  • استعمال عدة منتجات في وقت واحد أو استخدام كمية زائدة من المنتج، لأن ذلك يعرض المنطقة للتهيج والحساسية بشكل كبير.

 

ماذا تعرف عن فرط التعرق؟

 

تنتج هذه الحالة عند زيادة نشاط الغدة الدرقية، وقد ترتبط مع حالات أخرى مثل:
تغير مستوى السكر في الدم
السمنة الزائدة

تناول أدوية معينة، كمضادات الاكتئاب أو مضادات الالتهابات.

 


وتؤثر هذه الحالة على الشخص بشكل كبيرمن الناحية الاجتماعية والعملية. وأولى خطوات علاجها والتعامل معها تتمثل في استعمال مضادات التعرق التي تمنع التعرق بنسبة 40%، وفي حال كونها غير كافية يتم الانتقال لعلاجات أخرى مثل تقنية الميرادراي التي يتم تطبيقها في منطقة الإبطين،

 

وتقلل من التعرق بمعدل 82%، أو من خلال حقن البوتوكس والتي يدوم تأثيرها لمدة سبعة أشهر تقريبًا، لكن تبقى العلاجات هي المفضلة لمن يعانون من هذه المشكلة.

كيف تقلل من التعرق؟

بالرغم من كون التعرق وظيفة طبيعية للجسم وله فوائد في تبريده والمحافظة على درجة حرارته الطبيعية، إلا أن زيادته والتعرض له بكثرة قد يكون أمرًا مزعجًا ومحرجًا بعض الشيء، لذلك إليك بعض النصائح المفيدة في هذا الخصوص.

 

  • اتباع نظام غذائي خالي من التوابل الحارة والبصل والثوم، فهذه الأغذية تحتوي على جزيئات مسببة للروائح الكريهة، كما أن مادة الكابسيسين الموجودة في التوابل ترفع حرارة الجسم وبالتالي تزيد معدل التعرق.

 

 

  • ارتداء الملابس القطنية أو المصنوعة من الألياف الطبيعية، فهي مواد تسمح بتنفس الجلد وتبخر العرق، بخلاف المواد ذات الالياف الصناعية كالنايلون والبوليستر.
  • إزالة الشعر من منطقة الإبطين، فالبكتيريا المسببة للروائح تجد في هذه الشعيرات بيئة مناسبة للتكاثر بشكل سريع، كما أن إزالة الشعر قد تطيل من مدة فاعلية مزيل العرق.

استعمال مزيل العرق في الليل، لأن حركة الجسم والمجهود الذي يبذله في هذه الفترة يكون أقل، وبالتالي يزيد امتصاص الجسم والاستفادة من فوائده بشكل أكبر.


البدائل الطبيعية في المنتجات العضوية

يميل البعض إلى الابتعاد عن استخدام المنتجات التي تحتوي على مواد صناعية، ويفضلون استبدالها بالمنتجات العضوية تحتوي على أعشاب وبدائل طبيعية مختلفة، لكن من المهم أن تقومي بإجراء اختبار الحساسية لهذه المكونات قبل استخدامها، جربيها على منطقة صغيرة من بشرتك وإذا شعرت بأي تهيج أو حساسية توفقي عن استعمالها مباشرة.


من هذه المكونات مثلًا:

 

بودرة الشبة

وهي ملح معدني طبيعي، يعمل كمضاد للبكتيريا المسببة للرائحة المزعجة في منطقة الإبطين، كما أنها تقلل من إفراز العرق المفرط.

 

زيت إكليل الجبل

تعتبر هذه النبتة من المواد العطرية والتي تتمتع بخصائص تقضي على البكتيريا وتطهر البشرة.

 



زيت النعناع البري

يتميز هذا الزيت برائحة منعشة ومهدئة، كما أن مادة المنثول الموجودة فيه تمنح إحساسًا رائعًا بالبرودة.

 

الصبار العضوي

أغلبية مزيلات العرق العضوية تعتمد على هذا المكون الطبيعي، فهو يجمع بين الخصائص المهدئة والمرطبة في وقت واحد.

 

شمع العسل الطبيعي

يعمل هذا العنصر على تفتيح منطقة الإبطين بشكل ملحوظ، كما أنه يزيل الجلد الميت الذي يسبب الرائحة المزعجة

 

 

صودا الخبز

يعتبر المكون المثالي الذي يدخل في تركيبة أشهر مضادات ومزيلات العرق، كما يمكن لأصحاب البشرة الحساسة استخدامه بمفرده، لأنه يمتص الرطوبة الموجودة في هذه المنطقة، ويقتل البكتيريا.

 

أخيرًا..

لا يوجد منتج هو الأفضل على الإطلاق في التعامل مع العرق، لأن فاعلية هذه المنتجات تختلف من شخص لآخر، ومن بشرة لأخرى، لكن الأكيد أن الاهتمام بالنظافة الشخصية بشكل مستمر والعناية اليومية بالمناطق الحساسة يحدّ من وجود الروائح الكريهة في الجسم، و يعطي شعورًا رائعًا بالانتعاش والراحة.